أنقاض إنسان ::
في مدينة البصرة وفي ذلك الشارع الذي يدعى ساحة " أم البروم " ،المقبرة التي أصبحت الآن مقصد الباعة والمشترين .. رأيت رجلاً يجر القمامة ليقتات عليها .. وهذه الحروف تساقطت شجواً وحزنا إذ بان ذلك المشهد المروع أمام ناظري ..ولعل الحروف لا تصف ذاك الحال ، لكنها أنبرت عنوة من براري الضياع النفسي ...
**********
ورأيتُ وجهاً يحمل الأحزانا
يذري دموعاً تُقرح الأجفانا
طافت أزاهير الفؤادِ محبةً
ترنو إليه رأفةً وحنانـــا
فبه الشجون بلفحها تفري الصدى
وبه الخطوب من الأذى ألوانا
أفنى خيال الفقرِ أغصان المنى
فتناثر الفرح الذي قد كانا
فيه رأيتُ الحزن ألقى سهمه
ليظل في كهفِ الجوى حيرانا
وسعى إليه العوز في أسفارهِ
يضفي على أشجانهِ أشجانا
فتراه مكروباً جهيداً جسمهُ
كم ذاق من سجنِ الأسى حرمانا
فلقد طغى فيه الزمان وبعضهم
صاروا وحوشاً تشبه الإنسانــا
ربي فأين مضت وعود مزاعمٍ
فالفقرُ في قلبِ الورى كم خانا
جار الزمان فما أتى من مشفقٍ
يهدي إليه رحمةً وأمانـــا
لهفي على من هام في أنقاضها
يشكو السقام ولا يرى ندمانا
وإليه أهدى الوجد ألف مصيبةٍ
ممزوجةٍ بعذابها أحزانـــا
*****
بقلمي
أمجد سمير